كتائب الأقصى:النشأة .. الأهداف..الأيديولوجيا..المستقبل
كتائب الأقصى:النشأة، الأهداف،الأيديولوجيا، المستقبل
قبل الخوض في مقدمات نشأة كتائب الأقصى وأهدافها المباشرة، وكذلك مستقبلها، لابد من الإشارة إلى نشأة حركة فتح بكونها الحركة الأم لتلك الكتائب التي انطلقت في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، فحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، هي تنظيم فلسطيني نشأ في شهر تشرين الأول من عام 1957، وظل يعمل سراً حتى عام 1965، حين أذيع أن ياسر عرفات هو الناطق الإعلامي للحركة، وقد توافرت المعلومات عن التنظيم ومؤسسيه وقياداته وبرامجه وأفكاره وخططه وعمله من خلال نشاط التنظيم وبياناته وكتبه ووثائقه المنشورة،وكان لفتح جناح عسكري اسمه قوات العاصفة، أعلن بدء نشاطه في1-1-1965.وكانت نشأة حركة فتح الأم نتيجة اتفاق مجموعات من الشبان الفلسطينيين الذين عاشوا النكبة في صباهم واكتسبوا بعض الخبرات التنظيمية في اتحادات ورابطات الطلاب الفلسطينيين أو في أحزاب قومية عربية، وكان بعضهم اكتسب خبرات عسكرية ترجع إلى العمل الفدائي في قطاع غزة في عام 1953.تم في الكويت اللقاء الأول بين ممثلي هذه المجموعات في تشرين الأول عام 1957، واتفقوا على العمل من اجل تحرير فلسطين وتجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وكانت هذه بمثابة القاعدة التنظيمية لحركة فتح، حيث كان لأعضائها امتدادات تنظيمية في مصر وغزة والأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية والسعودية وقطر إضافة للكويت كما أشرنا، وقد بدأ التوسع في الاتصالات سرا، ولم يكن هناك شروط للعضوية سوى التوجه لفلسطين، وعدم الالتزام بتنظيم آخر، وفي الأشهر التالية للقاء الكويت تم الاتفاق على تسمية التنظيم بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وتم التأكيد على ثلاثة مبادئ في أدبيات الحركة هي: تحرير فلسطين والكفاح المسلح هو أسلوب التحرير وكذلك الاستقلالية التنظيمية عن أي نظام عربي أو دولي، ولم يحدث بعد ذلك أي تغيير جذري على هذه المبادئ الثلاثة. وفي عام 1968 أصبحت حركة فتح التنظيم الأهم في منظمة التحرير الفلسطينية واستحوذت على القسم الأكبر من عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة وبقيت كذلك حتى عام 2003، وفي نفس الوقت بقيت الحركة بعد نشأة السلطة الفلسطينية في صيف عام 1994 اثر اتفاقات أوسلو حسامحك الله السلطة الأهم والأقوى في في مستويات النشاط السياسي والعسكري والتنظيمية أيضا، وللحركة قيادة أولى هي اللجنة المركزية ثم المجلس الثوري، ومن اهم أعضاء اللجنة المركزية للحركة محمود عباس أبو مازن، وهاني الحسن،وعباس زكي، وصخر حبش، وفاروق القدومي، ويعتبر ياسر عرفات أبو عمار رئيساً للجنة المركزية، فضلاً عن كونه رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية المنتخبة، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي وصل إليها بعد تنحي الأستاذ احمد الشقيري التي تولى المنصب المذكور خلال الفترة الممتدة بين عامي 1964 و عام 1968.
كتائب الاقصى وظاهرة الاجنحة العسكرية
في يوم الخميس 28-9-2000 اثر تدنيس شارون ساحات المسجد الأقصى، انطلق الشعب الفلسطيني في انتفاضته من القدس الي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المنشودة، وبرز ت كتائب الأقصى باعتبارها الجناح العسكري لحركة فتح، وبعد ذلك نشطت الحركات العسكرية مثل كتائب عز الدين القسام من حركة حماس، وكتائب أبو علي مصطفى من الجبهة الشعبية، وسرايا القدس من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كتائب المقاومة الوطنية المنبثقة عن الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وغيرها من الحركات العسكرية المنبثقة عن الفصائل الفلسطينية، وهناك خلاف بين تلك الأجنحة العسكرية المذكورة على أولويات العمل المسلح، ففي حين تركز كتائب الأقصى عملياتها في المستوطنات الإسرائيلية في الصفة الفلسطينية وقطاع غزة وفي الطرق الالتفافية التي تربط تلك المستوطنات، تركز كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس العمليات الاستشهادية في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 مثل حيفا وتل أبيب فضلاً عن القسم الغربي من مدينة القدس المحتل في العام المذكور وهي مناطق مكتظة بالتجمعات اليهودية والبنى التحتية الأساسية.
من الصعوبة بمكان دراسة انتفاضة الأقصى بصفتها انتفاضة تقليدية،شعبية ومدنية، فهي منذ بدايتها تحولت إلى شكل المقاومة المسلحة الذي طغى عليها رويداً رويداً وعلى مجمل فعالياتها الشعبية-المدنية، ولم يكن هذا التحول خياراً استراتيجياً مدروساً ومتفقاً عليه،ويمكن تفسير هذا التحول لأسباب عديدة أهمها: اقتناع الفلسطينيين بان طريق المفاوضات وحده لم يقدم لهم شيئاً بسبب سياسة إسرائيل في المماطلة والتعنت، الآمر الذي جعل الفلسطينيين انتهاج طريق المزاوجة بين الانتفاضة والمقاومة وبين المفاوضة لرفع كلفة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وزعزعة أمن المستوطنات الإسرائيلية، بعد أن ثبت أن إسرائيل تستغل المفاوضات لتعزيز النشاط الاستيطاني،وفي هذا السياق يذكر أن السلطات الإسرائيلية صادرت منذ اتفاقات أوسلو نحو (350) آلف دونماً من أراضى الضفة الفلسطينية لصالح رفع وتيرة النشاط الاستيطاني وبناء مزيد من المستوطنات الإسرائيلية.
وقد أوقعت العمليات العسكرية المختلفة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيليين نحو (850) قتيلا إضافة إلى نحو 5000جريح، كما أدت الانتفاضة الفلسطينية إلى خسائر في الاقتصاد الإسرائيلي خلال الفترة من أيلول عام 2000 إلى أيار من عام 2003 تتراوح بين (12-13) مليار دولار، فضلاً عن ذلك تراجعت أرقام الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة بفعل انعدام الأمن الناتج عن استمرار العمليات الفدائية وفعاليات الانتفاضة المختلفة للتراجع من 64 الفاً عام 2000 الى (30) الفاً عام 2002، وفي المقابل استشهد ثلاثة الاف فلسطيني منذ بداية الانتفاضة إضافة إلى (43) جريح فلسطين وثمانية الاف معتقل في السجون الإسرائيلية باتت قضيتهم تطيح بالهدنة الهشة.
كتائب الأقصى الخلفية والنشأة
تتألف كتائب شهداء الأقصى من مجموعات مسلحة مستقلة تجند أعضاءها من صفوف حركة فتح التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات. وقد ولدت كتائب شهداء الأقصى في أعقاب المواجهات التي وقعت ف يوم الخميس في 28 أيلول 2000 بالقرب من المسجد الأقصى في القدس الشرقية، وأسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين واصابة اكثر من 200 بجروح برصاص الإسرائيليين.
وأكدت الكتائب آنذاك أنها تريد \"الانتقام لشهداء\" تلك المواجهات التي آدت إلى اندلاع الانتفاضة عبر مهاجمة المستوطنين والجنود الإسرائيليين، وكذلك الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع الإسرائيليين. ومنذ ذلك الحين، أعلنت مسئوليتها عن مجموعة من العمليات التي استهدفت الإسرائيليين في الضفة الغربية ولا سيما المستوطنين، وعن هجمات وعمليات فدائية في فلسطين 48 وفي قلب القدس.
وشنت عمليتها الأولى ضد من تسميهم إسرائيل \"مدنيين\" في فلسطين 48 يوم 17 كانون الثاني 2001 عبر مهاجمة قاعة للرقص في الخضيرة في شمال فلسطين المحتلة حيث قتل ستة إسرائيليين.وباتت مجموعات كتائب شهداء الأقصى المؤلفة من عناصر تعمل في مجموعات متفرقة في مختلف إنحاء المناطق الفلسطينية مصدر قلق كبير يؤرق مضاجع القادة الإسرائيليين ويبث الرعب بين جنودهم ومستوطنيهم في مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعمل الكتائب بسرية تامة ولا يعرف عدد عناصرها ومصادر تمويلها، لكن مصادر في فتح تقول أنها تضم عشرات الناشطين المسلحين في صفوفها وأنها تتلقى عشرات الطلبات من \"المتطوعين\" للالتحاق بها. وتتهم إسرائيل آمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي بالوقوف وراء الكتائب لكنه ينفي ذلك. إلا إنه اعتبر في حديث لوكالة فرانس برس أن كتائب الأقصى أهم تجديد جرى في حركة فتح وفي بنيتها العسكرية خلال الـ 25 عاما الماضية\". وقال \"بالرغم من أن موارد وإمكانيات الكتائب محدودة جدا إلا أنها استطاعت أن تكون فعالة بشكل لافت\".ولم ينحصر رد الفعل الذي أحدثته الكتائب في الدائرة الإسرائيلية بل تعداه إلى المراتب العليا في صفوف حركة فتح التي تعتبر بمثابة الحسامحك الله الحاكم في المناطق الفلسطينية. وثمة جدل واسع دائر على مستوى اللجنة المركزية لحركة فتح وفي مجلسها الثوري بشأن ضرورة استمرار عملها أو احتوائها أو حتى حلها كما يطالب بذلك عدد لا بأس به من مسئولي الحركة. وقد تطور الجدل إلى حد إصدار بيان حمل توقيع